
كتايون رياحي، ممثلة إيرانية بارزة ولدت في العاصمة طهران في 10 ديسمبر 1961. نشأت في أسرة متعلمة، حيث كان والدها أردشير رياحي ووالدتها جيتي رياحي، كما أن لديها شقيقاً يدعى علي ريزا رياحي. في مراحل تعليمها المبكرة، أبدت شغفاً بالأدب، فحصلت على درجة البكالوريوس في الأداب، حيث ساعدها ذلك في تنمية ذائقتها الفنية ورغبتها في التوجه نحو الكتابة والإبداع. بدأت كتايون مسيرتها الفنية بكتابة قصص الأطفال، حيث حققت بعض النجاح وشجعتها هذه التجربة على الانطلاق نحو عوالم أخرى في المجال الفني.
كانت أولى خطوات كتايون في التمثيل عندما حصلت على دور في فيلم بعنوان «الواشي». لكن الفيلم لم يُكمل تصويره لأسباب إنتاجية، فتوقفت تجربة كتايون الأولى عند هذا الحد، لكنها لم تتوقف عند هذا العائق، بل حصلت لاحقاً على دور في فيلم «الخريف»، الذي عرّف الجمهور عليها وأظهر مواهبها التمثيلية. واصلت كتايون مشوارها، وكان أداؤها يتطور باستمرار مع كل عمل تشارك فيه، حتى تمكنت من تحقيق نجاح كبير من خلال دورها في المسلسل الإيراني الشهير «أيام الحياة»، وهو عمل درامي لاقى استحساناً واسعا لدى الجمهور الإيراني. ثم قدمت دوراً آخر في مسلسل «بعد المطر»، وحققت من خلاله شهرة أوسع، إذ أصبحت تُعدّ من أبرز الوجوه النسائية في الدراما الإيرانية في تلك الفترة.
رغم نجاحها في التلفزيون، ابتعدت كتايون لبعض الوقت عن السينما لتعيد اكتشاف نفسها كممثلة ناضجة، وعادت لتقديم أعمال نوعية. ومن أبرز أفلامها بعد العودة فيلم «العشاء الأخير»، حيث أظهرت فيه قدرات تمثيلية مميزة نالت إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. لكن بعد هذا النجاح اللافت، أعلنت كتايون رياحي في عام 2010 اعتزالها العمل الفني، مفضلة الابتعاد عن الأضواء والتفرغ لحياتها الشخصية. وقد جاء قرار الاعتزال صادماً لمعجبيها الذين اعتادوا رؤيتها في الأدوار التلفزيونية والسينمائية المميزة.
كان من أبرز الأدوار التي قدّمتها كتايون قبل اعتزالها دور زليخة في المسلسل التاريخي الشهير «يوسف الصديق»، وهو دور يعكس براعتها في تجسيد الشخصيات التاريخية والدينية بإحساس عميق ودقة في الأداء. إذ أضاف هذا المسلسل بُعداً روحياً لمسيرتها الفنية وأثبت أنها قادرة على تقديم أدوار معقدة وثرية، مما جعلها تترك بصمة لا تُنسى لدى جمهورها.
على الصعيد الشخصي، تزوجت كتايون من مسعود بهبهاني، وأنجبت منه ابنها بوريا رحيميان. تظل كتايون اليوم محبوبة ومُحتفى بها في إيران، حيث يتم تداول صورها وأخبارها من حين لآخر، ولا تزال موضع اهتمام لدى جمهورها الذي يتذكر أعمالها بشغف.