
قصة زيارتي بسكوت تركي بمفاجأة لا تنسى
عندما قررت زيارة لأول مرة بعد فترة طويلة كنت متحمسا لاكتشاف ما تغير في هذا البلد العريق الذي لطالما اشتهر بثقافته الغنية وأكلاته الشهية.
وبينما كنت أتجول في شوارع دمشق وأسواقها النابضة بالحياة لفت انتباهي شيء غريب بسكوت مكتوب عليه تركي يغزو كل مكان!
-
علياء سعيد ترويمنذ 3 أيام
-
اتفاقيات ترامب و الشرع و ربيع سوري مرتقب !منذ 3 أيام
-
القاء القبض على الفنانة سلاف فواخرجيمنذ 4 أيام
-
أسباب سحب الثقة من نقيب الفنانين مازن الناطورمنذ أسبوعين
كنت أراه في كل بقالية وكل رف حتى شعرت أنني أطارد به.
الفضول تغلب علي فقررت شراء علبة لتجربة هذا الإبداع التركي الذي لم أكن قد رأيته أثناء زياراتي السابقة لتركيا.
جلست في أحد الزوايا الهادئة فتحت العبوة وأخذت أول لقمة وإذا بالمفاجأة!
كان طعم الفستق الحلبي هو أول ما شعرت به.
لم أكن أصدق أن البسكوت المليء بهذا المذاق الشهي يمكن أن يكون موجودا بهذا الانتشار والسعر المعقول. لكن هنا جاءت الصدمة هذا ليس فستقا حلبيا حقيقيا!
بدأت أتساءل وأدقق في التفاصيل حتى أخبرني أحد أصحاب المحال الصغيرة أن الفستق الحلبي في هذه المنتجات ليس
إلا بازيلا مطحونة! نعم بازيلا مطحونة ومضاف إليها نكهة الفستق الحلبي بل وحتى ملونة باللون الأخضر لتبدو حقيقية.
ضحكت من غرابة الفكرة وعبقرية التنفيذ.
ومن هنا بدأت أسأل نفسي لماذا يصنع هذا النوع من البسكوت ولماذا يروج له على أنه تركي الإجابة كانت بسيطة ومباشرة.
هذه المنتجات ليست تركية الأصل كما يوحي اسمها أو شكلها بل هي صناعة بامتياز!
علمت لاحقا أن المعامل المحلية واجهت تحديات كبيرة خلال السنوات الأخيرة ومع ذلك لم تتوقف عن الإنتاج أو الإبداع. استخدموا الموارد المتوفرة وخلقوا بديلا محليا قادرا على محاكاة المنتجات التي قد تكون مستوردة بأسعار باهظة.
لكن الفكرة التي أدهشتني أكثر كانت في التفاصيل الدقيقة.
لم يكتفوا بابتكار وصفة البسكوت بل أضافوا لها لمسة فنية تجعلها مقنعة إلى حد يصعب معه الشك في أنها ليست فستقا حقيقيا.
والأغرب أن هذه المنتجات أصبحت محبوبة بين الناس سواء لأنفسهم أو كهدايا رمزية تعبر عن الابتكار المحلي.
عندما فكرت بالأمر أكثر أدركت أن هذه القصة ليست فقط عن بسكوت أو نكهات مقلدة بل عن قدرة على التكيف والإبداع في مواجهة الظروف الصعبة. قد تكون النتيجة طريفة أو حتى غريبة للبعض لكنها تحمل في طياتها رسالة عن الصمود وتحويل التحديات إلى فرص.
مع كل قضمة جديدة من هذا البسكوت كنت أبتسم لنفسي وأفكر في كمية الذكاء والعمل الجاد الذي وضعه في خلق شيء يجعل الحياة أسهل وألذ.
وبينما غادرت السوق وأنا أحمل علبة إضافية كهدايا كنت أفكر قد تكون البازلاء المطحونة خادعة لكن روح الإبداع والكرم التي شعرت بها في كانت حقيقية تماما.