منوعات

كنت مفكرها بسكويتة عادية

كنت أظنها مجرد بسكويتة عادية، واحدة من تلك المنتجات التي لاحقت التريند في سـ,ـوريا بعد انتصار الثورة وهر..وب نظام الأسد وعائلته إلى روسيا. الغلاف كان يحمل علم الثورة، ما جعلني أعتقد أنها فكرة دعائية للترويج لمنتج جديد. لم أتوقع أبدًا أن هذه البسكويتة ستغير حياتي تمامًا.

في ذلك اليوم، اشتريت البسكويتة دون أي تفكير. كان هدفي مجرد تجربة طعمها وربما دعم المنتج المحلي الذي بدا أنه مرتبط بفكرة الثورة. لكن عندما فتحتها، كانت المفاجأة بانتظاري. داخل البسكويتة، وجدت ورقة صغيرة ملفوفة بعناية. شعرت بالدهشة والتشويق، وما إن فتحتها حتى وجدت فيها قسيمة هدية مكتوب عليها كود خاص. التعليمات على الورقة أوضحت أن الكود يمكن إدخاله على موقع إلكتروني، بدا لي أنه موقع قطري، لتحصيل الجائزة المرفقة بالقسيمة.

: في البداية، كنت مشككًا بعض الشيء. تساءلت: هل هذا مجرد مزحة أو خدعة؟ لكن الفضول دفعني إلى التجربة. دخلت الموقع وأدخلت الكود، وإذا بي أكتشف أنني قد ربحت جائزة بالفعل. كانت الجائزة ماكينة صغيرة لضغط السكر وتحويله إلى مكعبات، مثل تلك التي تُستخدم في المقاهي والمطاعم. شعرت بالسعادة، لكنني لم أدرك بعد أن هذه الجائزة ستفتح أمامي أبوابًا جديدة تمامًا.

بعد أيام قليلة، وصلتني الماكينة إلى سوريا عبر خدمة شحن مجانية. كانت صغيرة الحجم، بطول 50 سم وعرض 50 سم، لكنها بدت عملية وسهلة الاستخدام. فكرت قليلاً في كيفية الاستفادة منها، ثم جاءتني الفكرة: لماذا لا أستخدمها كفرصة لبدء مشروع صغير؟ بدأت بالفعل بصناعة مكعبات السكر وبيعها للمقاهي والمطاعم في المنطقة. لم أكن أتوقع أن الطلب سيكون كبيرًا بهذا الشكل، لكن المنتج لاقى استحسانًا كبيرًا.مع مرور الوقت، تحول المشروع إلى مصدر رزق أساسي بالنسبة لي. الأرباح كانت تتضاعف تدريجيًا، خاصة وأن تكاليف الإنتاج كانت منخفضة مقارنة بأسعار البيع. بدأت أتوسع تدريجيًا، أبيع للمزيد من الزبائن وأفكر في تطوير العمل ليشمل مناطق أخرى.

ما أدهشني هو كيف يمكن لشيء بسيط مثل بسكويتة أن يحدث تغييرًا جذريًا في حياة شخص. لم يكن الأمر مجرد حظ، بل كان فرصة مخبأة في مكان غير متوقع. تعلمت من هذه التجربة أن أبسط الأمور قد تحمل في طياتها إمكانيات عظيمة، فقط إذا امتلكنا الجرأة لاستغلالها

اليوم، أصبحت ماكينة ضغط السكر جزءًا أساسيًا من حياتي، وساعدتني في تحسين وضعي المادي بشكل لم أكن أتصوره. كلما نظرت إلى تلك الماكينة، أتذكر القسيمة الصغيرة التي وجدتها في البسكويتة وأبتسم. من كان يظن أن تلك اللحظة العشوائية ستغير حياتي بهذه الطريقة؟ ربما لم تكن البسكويتة مجرد قطعة حلوى عادية، بل كانت رسالة خفية بأن الفرص تأتي أحيانًا من حيث لا نتوقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock