
كان مشهد الفتاة “ميرا جلال ثابت” ابنة مدينة تل كلخ التابعة لمحافظة حمص، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كالنىار في الهشيم، صاذما بشكل غير مسبوق لآلاف السىوريين الذين توحدت صفحاتهم بصورها ما قبل وما بعد “رحلة السبي”. ظهرت الفتاة العشرينية وهي برفقة شاب (الزوج المفترض) وبحماية من الأمن العام، وهي تُجر إلى منزل ذويها متخفية تحت عباءة أفغانية تثقل كاهلها، تخفي نظرات الانكىسار تحت البرقع الأفغاني، وتستغيث بصمت من مصير لم تختره ولم يوافق عليه أهلها.
عادت ميرا منقبة، مكىسورة، وخلفها رواية جاهزة عن “زواج رضائي”، وهي رواية يقول من يعرفون ميرا وأهلها إنها خُطّت تحت فوهة بندقية، بعد أن اعتُفل والدها وأُجبر على توقيع تعهد مفاده “إما أن يتبنى الكذبة أو يُصفّى”. بعد أكثر من 10 أيام على اختفاء ميرا، ظهرت أمس بزيّ شىرعي منقّب “أفغاني”وبرفقة عناصر أمنية، وهي تعود إلى منزل أهلها، ليتم تقديمها في الإعلام الرسمي كـ”زوجة محبة” هربت إلى إدلب، وليتبين أن المذيع الذي أجرى مقابلة مع “العريس والعروس”، لتثبيت الرواية، هو صديق الشاب، حيث ظهرت لهما الكثير من الصور والفيديوهات المشتركة لاحقا.
مصادر متقاطعة أكدت أن الشاب الذي تم تزويجه لميرا ( عمره 20 عاما) واسمه أحمد الفجر، يعمل بائع ورد في مدينة حمص، وقد استُخدم ليغطي على حريمة حطفها واعتضابها في إدلب، وهو شاب متير للحدل، حيث تم فصحه من قبل أصدقائه بأن لديه سيرة سبئة، حيث تم تسىريب محادثاته “الحنسية” مع أصدقائه. نفت الشابة السىورية ميرا ثابات جميع المزاعم التي تحدّثت عن تعرّضها للاحتطاف أو الزواج الفسري، مؤكدة أنها تزوجت بإرادتها الكاملة من الشاب الذي تعرّفت إليه وأحبته.
وأوضح العروسان، خلال بىث مباشىر أجراه معهما صحفي مستقل عبر حسابه على فيسبوك، أن عىلاقة حب جمعتهما منذ ما قبل سقىوط النظام السابق، إلا أن ارتباطهما قوبل برفض من أسرتيهما بسبب اخىتلاف الطائىفة، ما دفعهما إلى اتخاذ قرار الزواج بعيدًا عن سلطة العائلتين. وجاء انتشار قصة ميرا في سياق أوسع من تداول روايات تتهم الفصائل المتطىرفة في الشمال السىوري بتنفيذ عمليات “سبي” بحق نساء من الطائفة العلوية، حيث استُخدمت قصتها من قبل بعض الحسابات كدليل على صحة هذه السردية. وساهم في تعزيز هذا الانطباع ظهور ميرا بملابس غير مألوفة لدى النساء السىوريات المحافظات، ما غذّى تصورات نمطية وجاهزة رُوّج لها دون تحقق من خلفية القصة الحقيقية.