
أثارت الفنانة السورية سوزان نجم الدين جدلاً حول رأيها بارتداء الحجاب واعتزال التمثيل، مؤكدةً أن عـ,,ـلاقتها بربها مسألة خاصة ولا يمكن قياسها بالمظهر الخارجي. وأوضحت سوزان في مقابلة أن المجتمع يميل إلى الحكم على الأشخاص بناءً على مظهرهم الخارجي، وهو ما تراه تقييمًا غير عادل، مشيرة إلى أن الملابس ليست مقياسًا حقيقيًا لقوة الإيمان أو عـ,,ـلاقتنا بالله. ترى نجم الدين أن التقييم يجب أن يكون على أساس الأفكار والسلوكيات والأعمال التي تعكس شخصيتنا وقيمنا الحقيقية، وليس من خلال الشكل فقط.
وقد سلطت سوزان نجم الدين الضوء على طقوسها الخاصة التي تساعدها في تقوية علاقتها بربها، موضحة أنها تحرص على قراءة القرآن بانتظام وتأدية الصلاة في وقتها. تُولي سوزان اهتماماً خاصاً لصلاة الفجر التي تعتبرها “زيارة لله”، تروي فيها كل ما يختلج في نفسها، وتعبر فيها عن امتنانها ورغبتها في الارتقاء روحياً. وتعد هذه الطقوس، كما تصفها، مصدر سلام داخلي وتقوية إيمانها على نحو عميق.
وحول إمكانية ارتدائها الحجاب مستقبلاً، أكدت سوزان نجم الدين أن هذه الخطوة في يد الله، مشيرة إلى أنها لن ترتدي الحجاب إلا بعد أن تصل إلى حالة من الالتزام الكامل في جوانب حياتها كافة، سواءً الروحية أو السلوكية. وفي رأيها، الحجاب ليس مجرد زي أو مظهر، بل هو احتجاب عن أمور الحياة الدنيوية وعن الأضواء. وأضافت أنها، إذا اتخذت قرار ارتداء الحجاب، ستعتزل التمثيل نهائيًا لأن التمثيل يتطلب الظهور العام، والحجاب بالنسبة لها يمثل “احتجابًا” عن ذلك.
تستمر سوزان نجم الدين في الساحة الفنية بنجاح، وهي حاليًا تشارك في مسلسل *مربى العز* حيث تؤدي دور شخصية “جواهر”، إلى جانب عدد من النجوم العرب. ورغم نجاحاتها الفنية، فإنها تؤكد أن الفن بالنسبة لها وسيلة لتقديم رسائل إيجابية، وترى أن مسؤوليتها كفنانة تشمل تقديم أعمال تحمل رسائل إنسانية واجتماعية تعكس أفكارًا إيجابية للمجتمع.
في خضم هذا الحديث، يعبر رأي سوزان نجم الدين عن التحديات التي يواجهها بعض الفنانين في الحفاظ على توازن بين حياتهم الروحية ومسيرتهم المهنية، خاصة عندما يكونون في دائرة الضوء. وتعتبر سوزان أن هذه الموازنة ليست بالأمر السهل، وتتطلب وضوحاً وتوازناً في الأهداف الشخصية والمهنية.
تصريحات نجم الدين حول الحجاب والاعتزال تعكس رؤية شخصية عميقة، حيث إن الفهم الحقيقي للإيمان، بحسب قولها، لا يرتبط بالمظاهر بقدر ما يرتبط بالأعمال والمواقف والنية الصادقة. هذه الأفكار قد تشجع على إعادة النظر في طريقة التقييم المجتمعي، وتدعو إلى تقدير الفرد بناءً على جوانبه الإنسانية والمعرفية وليس من خلال الشكل الخارجي فقط.
ومع استمرارها في تقديم أدوارها الفنية، تواصل سوزان نجم الدين تأكيد قيمها الخاصة وأفكارها حول الإيمان، وتوضح أن العلاقة مع الله لا تتطلب الإعلان أو مظاهر خارجية بقدر ما تتطلب التزامًا داخليًا يعكس الروح الطيبة والعمل الصالح.