منوعات

هاشم في مسلسل الخوالي هل تذكرون الطفل الصغير المميز بدوره شاهدوا كيف أصبح بعد 23 عاماً

مر أكثر من 20 عامًا على عرض مسلسل البيئة الشامية الشهير “الخوالي”، الذي يعد من أبرز الأعمال التي تناولت البيئة الشامية وأعادت إحياء تراثها وثقافتها. شارك في بطولة هذا العمل نخبة من نجوم الدراما السورية، مثل بسام كوسا، سليم صبري، صباح الجزائري، وأمل عرفة، إلى جانب ممثلين آخرين، ما ساهم في صنع قصة متكاملة تجذب المشاهدين وتعبر عن الروح الشامية الأصيلة.

عند عرض المسلسل لأول مرة، حقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا في الوطن العربي، واستمر نجاحه لسنوات عديدة، بل حتى اليوم لا يزال يحظى بنسبة مشاهدة عالية. يجسد “الخوالي” قصة مفعمة بالأحداث الدرامية التي تدور في أحياء دمشق القديمة، حيث يسرد المسلسل قصصًا متشابكة عن الحياة الاجتماعية، العادات، والتقاليد، وسط نزاعات وأحداث مشوقة تبرز القيم الأصيلة للمجتمع الدمشقي. يمكن القول إن المسلسل أصبح ظاهرة فنية، فهو لا يزال يُعرض ويستقطب جمهورًا جديدًا بعد سنوات طويلة من إنتاجه.

أبرز ما ميّز المسلسل هو تقديمه لبدايات العديد من الممثلين الذين تحولوا فيما بعد إلى نجوم الصف الأول في عالم الدراما السورية، مثل بسام كوسا، الذي أبدع في تقديم شخصية مركبة ومعقدة، وأمل عرفة، التي أظهرت موهبة استثنائية ساعدتها في ترسيخ مكانتها في قلوب الجمهور. كما شهد المسلسل بدايات الفنان ميلاد يوسف، الذي أصبح أحد الوجوه البارزة في الدراما السورية، والفنانة اللبنانية ماغي بو غصن، التي أسهمت في إثراء المشهد بموهبتها المميزة.

إلى جانب النجوم الكبار، كان للأطفال المشاركين في “الخوالي” دورٌ لافت أثار إعجاب الجمهور. فقد قدم الفنان علاء ناظم دور “هاشم”، ابن الفنان سليم صبري وصباح الجزائري في المسلسل، وكان تجسيده لشخصية الطفل الدمشقي يترك أثرًا كبيرًا لدى المشاهدين. كما قدمت الطفلة يمنى الحلبي دور “زهرية”، شقيقة هاشم، وأبدعت في نقل براءة وطيبة الأطفال، ما جعل شخصيتها محبوبة لدى الجمهور، وترك انطباعًا دائمًا في ذاكرة المشاهدين.

ورغم ابتعاد علاء ناظم ويمنى الحلبي عن مجال التمثيل بعد ذلك، إلا أن أدوارهما في “الخوالي” ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور العربي، وارتبطت شخصياتهم بأحداث وقصص لا تُنسى. يمكن القول إن هذين الطفلين نجحا في تقديم أداء طبيعي يعكس البيئة الشامية بصدق، ما جعلهما رمزًا من رموز العمل.

“الخوالي” ليس مجرد مسلسل عابر في تاريخ الدراما الشامية، بل هو عمل يعكس حياة دمشق بأدق تفاصيلها، وتبرز فيه عناصر الصداقة، الحب، والتضحية، في قالب درامي جذاب. استطاع المسلسل أن يكون مرآة للمجتمع الدمشقي في فترة زمنية محددة، ما زاد من تعلق الناس به، وشجع أجيالاً جديدة على مشاهدة هذا العمل التاريخي الرائع.

في النهاية، يبقى “الخوالي” عملًا فنيًا خالدًا أثرى الدراما العربية وأدخلها في قلوب الملايين من المشاهدين، معززًا صورة المجتمع الشامي الأصيل ومؤكدًا على أهمية الحفاظ على التراث والقيم الإنسانية النبيلة التي جسدها بشخصياته وأحداثه المليئة بالحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock