تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا صورة للممثل الشاب أحمد اللبابيدي، يظهر فيها مرتديًا الروب الأبيض، بعد غياب طويل عن الشاشة قارب عشر سنوات. الصورة أثارت تفاعلًا واسعًا بين محبي الدراما السورية، حيث عبر الكثيرون عن إعجابهم بوسامة أحمد، مستذكرين أدواره التي لا تزال عالقة في أذهانهم، لا سيما دوره المميز بشخصية “رجا” في المسلسل الشهير “الانتظار”.
وفقًا لتعليقات المتابعين، أحمد اللبابيدي يعيش حاليًا في ألمانيا حيث يعمل كطبيب، وهو أمر مثير للدهشة لكثيرين لم يكن يتوقعون انتقاله من عالم الفن إلى مهنة الطب بعد مسيرة فنية مميزة بدأها منذ الطفولة. الصورة لم تقتصر على أحمد فحسب؛ فقد تداول الجمهور صورة أخرى تجمعه بابنه “موسى”، مما أثار موجة من التعليقات المفاجئة، حيث تفاجأ الكثيرون بأنه قد تزوج وأصبح أبًا.
أحمد اللبابيدي، المولود عام 1991، انطلق في مشواره الفني منذ صغره، حيث ظهر لأول مرة في مسلسل “أنت عمري” إلى جانب النجم أيمن زيدان، وكان حينها بعمر 9 سنوات تقريبًا. وبسرعة، أظهر أحمد موهبة لافتة، مما فتح له الباب للمشاركة في أعمال أخرى رغم صغر سنه. ففي عام 2001، لعب دورًا في المسلسل التاريخي “صلاح الدين الأيوبي” بشخصية عبدالله، وهو الطفل المقدم سيف الدين، حيث أثبت قدرته على تجسيد أدوار تتطلب ثقة وتميزًا.
لم يقتصر ظهوره على الأدوار التاريخية؛ فقد لمع نجمه في المسلسل الكوميدي العائلي “ألو جميل ألو هناء” برفقة أيمن زيدان ونورمان أسعد، حيث لعب دور “سامي”، الابن الأصغر لشخصية جميل. دور “سامي” ترك بصمة في قلوب المشاهدين، إذ كان أحمد قادرًا على تقديم شخصية الطفل البريء والذكي في نفس الوقت، مما جعله نجمًا صغيرًا آنذاك.
ومن أبرز الأدوار التي شارك فيها لاحقًا، دوره في مسلسل “أحلام كبيرة” حيث جسد شخصية “رشيد” في سن الطفولة، المسلسل الذي ضم كوكبة من النجوم أمثال بسام كوسا ويارا صبري ونسرين طافش، مما أتاح له فرصة العمل مع نجوم الصف الأول في الدراما السورية. لكن الدور الذي رسخ وجوده في ذاكرة الجمهور كان في مسلسل “الانتظار” عام 2006، إذ قدم شخصية “رجا”، ابن الأستاذ وائل (بسام كوسا) وزوجته سميرة (يارا صبري)، والذي يعيش في حي شعبي ويجمعه رابط صداقة قوي مع “عبود” (تيم حسن)، شخصية تجمعه مشاعر متناقضة من الانتماء والحيرة.
رغم مسيرته الفنية المميزة، قرر أحمد الابتعاد عن الأضواء لفترة بعد مشاركته في مسلسل “ما ملكت أيمانكم”، وهو العمل الذي أثار جدلاً كبيرًا عند عرضه، مما جعله آخر ظهور له على الشاشة. الجمهور لا يزال يتذكر أحمد بأدواره التي لامست مشاعرهم، ويبدو أن انتقاله إلى الحياة المهنية بعيدًا عن الفن لم يلغِ حضوره في ذاكرة المشاهدين.
صورة أحمد اللبابيدي، وهو الآن طبيب وأب، تجسد مسيرة استثنائية لممثل شاب تحول إلى مهنة مختلفة، لكنها تجسد نجاحه المستمر سواء في الفن أو الحياة الشخصية.
